من كبار العلماء، مؤسس عدد من الجمعيات والمؤسسات العلمية.
ولد عام 1302هـ / 1882م في بيت والده السيد محمد رشيد الذي كان شهبندر تجار الحرير، وكان أكبر أولاده.
نشأ في حلقات العلم تحت أنظار العلماء، وأخذ عن أعلامهم فحفظ القرآن صغيراً على يد شيخ القرآء الشيخ محمد سليم الحلواني، وأتقنه غاية الإتقان، وأخذ الفقه الحنفي عن الشيخ محمد عطا الله الكسم مفتي الشام، وبرع فيه حتى أصبح مرجعاً.
كما أخذ الحديث عن الشيخ محمد بن جعفر الكتاني، والشيخ صالح الشريف التونسي.
وأخذ التصوف عن الشيخ محمد الهاشمي والشيخ محمد الشريف اليعقوبي، كما قرأ على الشيخ محمد أبو الخير الطباع، ولازم المحدث الأكبر الشيخ محمد بدر الدين الحسني، وكان أثيراً لديه، ومعيداً في درسه.
درّس في حِلَقِ المساجد، وفي البيوت علوم اللغة العربية، والفقه الحنفي، كما درّس الفقه الحنفي والتوحيد في المدرسة الكاملية والكلية الشرعية.
كانت له جلسة أسبوعية في بيت الشيخ صادق أبو قورة أشبه ماتكون بالمنتدى العلمي، أو النادي الثقافي يلتقي فيه كبار التجار والعلماء صباح الجمعة فيقرؤون الصلاة النارية، وينشدون البردة، ثم يُلقي درساً عاماً.
كان رحمه الله ذا لسان مِقوال لايمل سامعه من حديثه، وله اسلوب خاص في التحدث، وَوهِب قلماً سيالاً يكتب فيه فيتناول شتى الأبحاث من توحيد وفقه وحديث واقتصاد.
اشترك مع صديقه الشيخ محمود ياسين في إنشاء وتحرير مجلة الحقائق الدمشقية ثلاث سنوات، فكانا يكتبان كلمة العدد بالتناوب، وكان يوقع تحت كتاباته باسم مستعار.
عمل على تأسيس العديد من المدارس العلمية، والجمعيات الاجتماعية مثل جمعية العلماء، ورابطة العلماء، وجمعية الهداية الاسلامية وغيرهم.
تخرّج على يديه تلاميذ كُثر حضروا عليه في حلقات البيوت، وفي المدارس، والكليات التي درّس بها أشهرهم : العارف بالله الشيخ إبراهيم الجندلي، والشيخ محمود الحبال، والشيخ عبد السلام قصيباتي، والشيخ محمد كامل القصار، والشيخ شُعيب الأرنؤوط وغيرهم.
ربطته بصُلحاء عصره وفضلائهم محبة وثيقة، ومن أشهرهم الشيخ محمد المكي الكتاني، الشيخ محمود ياسين، والشيخ بكري الشويكي، والشيخ عارف عثمان، والشيخ عبد القادر المبارك، والشيخ صادق أبو قورة، والسيد محمد شريف النص، والسيد مصطفى العطار، والشيخ ياسين عرفة، وابن عمه السيد شفيق الصواف الدوجي، وابن عمه السيد نديم الصواف وكان له معه موعد أسبوعي بعد صلاة العصر من كل يوم جمعة.
كان جمّ التواضع، شديد الحياء زاهداً في عرض الد نيا ومتاعها لايفرحُه إقبالها، ولايزعجه إدبارها، مرّ بضائقة مالية كبيرة فصبر واحتسب، وعرض عليه المرحوم الشيخ تاج الدين الحسني أمانة الفتوى فرفض.
شهد له من عرفه بالفضل ومكارم الأخلاق وأثنى عليه عدد من أصحابه منهم الشيخ محمد عربي العزوزي أمين فتوى لبنان. فقال : " العلامة، الفقيه، الحنفي، التقي، النقي، المُعمر أوقاته بتلاوة كتاب الله، سليم الطوية، كامل الاعتقاد في أولياء الله تعالى سخيٌّ، جوادٌ، وقّاف عند حدود الله تعالى، حبيب روحي الشيخ عارف الصواف الدوجي، أدامه الله، وأناله مُناه “.
وقال عنه تلميذه الشيخه محمد كامل القصار : " كان حسن التبتل، دائم الخشوع، يَشعُر المرء إذ يراه في عبادته أنه في مناجاة لَذّة، وحلوة، مستطابة، اشترك في تأسيس جمعيةالهداية الاسلامية، فكان رئيسها الثاني، وكان له من رعايتها ونجدته إياها بالجاه، والمال والكتابة ما لاينساهما له التاريخ، ولاتطويه صفحات الأيام “.
" جمع بين علوم التفسير والحديث والفقه والأصول فنقلها عن جِلّة الشيوخ وكبار الأساتذة، وكان ركناً قوياً في التصوف وعلوم القوم يتكلم عن علم، ويصدر عن ذوق، يُقَرّب المغلق من الأبحاث كأنما هي من بدهيات المسائل، جمع إلى ذلك كله دماثة الخُلُق، واللين في العشرة، والتواضع مع الجليس “.
وقال عنه صديقه العلاّمة الشيخ محمود ياسين : " آية في العلم والنبل والذكاء والفضل، جمع إلى النبوغ في العلوم الشرعية النبوغ في العلوم الأدبية والعربية، وأحاط ذلك كله بنطاق من التقوى ورداء من العبادة، فهو العالم، العابد، العامل، المتعبد، الفاضل، وهو أخ منذ الصغر وصديق وصاحب ورفيق، اجتمعنا على الشيوخ، وكان لنا ولله المنّة في حفظ القرآن وإتقان تلاوته صولاتٍ وجولاتٍ ”.
ترك له والده أمولاً كثيرة منها مخازن كثيرة في خان أسعد باشا العظم، ومقهى في العمارة بين السورين، ومحل في سوق الذراع، ومستودع خشب هدمه وأنشأ عليه سوق النحاسين الحالي في شارع الملك فيصل بمشاركة السيدين الحواصلي، ودقماق، وكان لهما الثلث. كما شارك الشيخ بكري الشويكي، والحاج مصطفى العطّار. أقام فترة أربع سنوات في بيروت، كما أقام آخر حياته في التل ثم توفي في دمشق بتاريخ 21-رمضان – 1370هـ/1951م.
تزوج من السيدتين بهيجة عبد العزيز العلاف، وبدرية سكر، وأنجب من الاولى تسعة أولاد هم :
رشدي الصواف الدوجي : من طلبة مكتبة عنبر، ومن حفظة القرآن، وتلامذة الشيخ بر الدين الحسني، كان يطوف في قرى الغوطة يُعلم الناس حتى عمّ فضله، واعتقده الناس، لم يتزوج وتوفي عام 1972م.
وهشام الصوا ف الدوجي : تزوج السيدة نجاح المرابط وتوفي عام 1414هـ /1993م.
وعدنان الصواف : درس في المدرسة الكاملية، والكلية الشرعية في زقاق النقيب والكلية الشرعية في بيروت، تزوج السيدة سارة بنت العارف بالله الشيخ محمد شريف اليعقوبي الجزائري.
عبد الكريم الصواف : من تجار القلبقجية ، تزوج السيدة باسمة رمو وتوفي عام 1397هـ /1976م.
عبد الحميد الصواف : من كبار تجار الزيوت المعدنية، تزوج السيدة عهود الحلبي.
سعاد الصواف الدوجي : زوجة المرحوم السيد بدر الدين بن أحمد دياب.
زهرة الصواف الدوجي : زوجة المرحوم السيد فيصل ابن الشيخ محمد جميل الشطي، توفيت عام (1401هـ / 1980م).
يسرى الصواف الدوجي : زوجة المرحوم الدكتور محمد بن طاهر أباظة.
نازك الصواف الدوجي : زوجة الاستاذ فايز بن محمد عيد دياب.
وأنجب من الزوجة الثانية بنتاً هي سحر زوجة الأستاذ نصوح بن الشيخ أمين عزقول، توفيت عام 1387هـ / 1967م.
المصادر :
1- تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عش الهجري ج 2/626.
2- أعلام دمشق في القرن الرابع عشر الهجري ص 160.
3- إتحاف ذي العناية.
4- الدعوة والدعاة المنطلقة من مساجد دمشق، صفحات متفرقة.
5- رحلة الحج والعمرة ص 32، 218.
6- ذكريات على الطنطاوي ج 4/58.
7-كلمة الشيخ محمد كامل القصار في مجلة التمدن الاسلامي.
8- المحدث الأكبر بدر الدين الحسني ليسرى دركزلي ص 71.
9- صفحات مشرقات وظلال وارفات من حياة العلامة إبراهيم اليعقوبي ص 12.
10- المحدث الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني لصالح فرفور ص 113.
11- الزاهر في حياة الوالد الفاخر لعبد اللطيف فرفور ص 313، 314.
12- بيان جمعية الهداية الاسلامية بدمشق عام 1938م.
13- معلومات من أولاد المترجم هشام، عدنان، وعبد الحميد.
14- معلومات من ابن العم وليد بن نديم الصواف.
15- غرر الشام، عبد العزيز الخطيب، ج2 /ص 992، 1013، 1016، 747.
تزوج أولاً بهيجة بنت عبد العزيز علاف. |